١٤‏/٢‏/٢٠٠٨

كيس مكرونة


بشوق و لهفة يمسك كيس المكرونه من يد امه ينهمه نهم
و عيناه تملاءها السعاده والمتعه
وهو يستمتع باكله ينهي علي ما باقي في الكيس يقطعه ليفتحه
و يلعق منه حبات الصلصه المتبقيه في شراهه
يتطلع الي امه وفي براءه يطالبها بكيس اخر فهو لم يشبع
كيس واحد لا يكفيه و لا يسد جوعه
تذغده في صدره وهي تقول (كفاية كده عشان الباقي ياكلوا)
ينظر الي اخوته وهم ياكلون مثله يتمني
لو احد منهم يعطي له نصيبه فهو يعشق كيس المكرونه هذا

فهو امنيته و سعادته اليوميه في المسك به
و الضغط علي منتصفه ليملاء به فمه و بطنه
وكم يشعر بالسعاده في تذوق حبات الصلصه التي تنقط من حبات المكرونه
كل يوم ياكلها فهي غذاءه ولا يعرف لمتعه طعام غيرطعمها
فامه لا تملك غير كيس مكرونه واحد تقدمه له
بعد يوم عمل شاق تاخذ منه القليل
لتسد به جوع ابنائها و بعد الانتهاء من اكله يظل يحلم بكيس الغد
و يمني نفسه ان يتذوق طعم الشبع منه حتي لو مره واحده
و يتمتم بداخله (نفسي اشبع منك)
يظل يجلس بجانب الباب منتظر قدوم امه باكياس المكرونه كهلال العيد
في سماءه و في يوم تاخرت امه
معدته تصرخ من الجوع و لا مجيب خرج من بيته المعدم يبحث عن امه
يريد كيسه الان
مشي غاضبا ناظرا حوله المباني الشاهقة و السيارات الفارغة
يريد ان يسأل كل من حوله
عن امه و كيس المكرونه الخاص به
ظل يمشي متمتما بكلمات سب ولعن تاخيرامه
عيناه تسمرت برؤيه خمسه جنيهات
علي الارض اخذها بسعاده بالغه و ظل يفكر ماذا يفعل بهذا الكنز؟؟؟؟
لمعت عيناه بفكره جعلته يطير من علي الارض يجري مسرعا
كمن يمسك في يده نجوم السماء
و ذاهب بهم لشراء جنته
خرج من الشارع دخل الي الاخر حتي وقف امام محل و ظل يتامله و كانه
يشاهد اجمل صور الدنيا في عينه
دخله و ظل متسامر وهو يراقب حركات العمال فيهم حتي صرخ فيه احدهم بصوته المفزع
(عايز ايه يابني) ارتعد جسده ومدله يداه بالخمس جنيهات وهي ترتعشان
(عايز بيهم كلهم اكياس مكرونه وكتر الصلصه وحياة ابوك)
جمع له العامل اكياس المكرونه في كيس كبير اخذها منه جري بسرعة كبيره وبفرحه اكبر

اختبي في زاويه ضيقه في الشارع واخذ يراقب كل من حوله ليتاكد ان احد لا يراه ادخل يداه في الكيس الكبير
يتحسس اكياس المكرونه الساخنه في متعه و سعاده كانه يلامس مجوهرات علي بابا و الاربعين حرامي
بداء ياكل بشراهه و سعاده وهو يسمع نفسه بصوت عالي (اخيرا هاشبع منك)

٨‏/٢‏/٢٠٠٨

وداعا مجدي مهنا


وداعا يا استاذي
وداعا يا من كنت تتكلم بصوت البسطاء
وداعا يا من كنت تعلم احتياجات الفقراء
وداعا يا من كنت مدافعا عن الحق لاخر نفس في صدرك
وداعا يا اشجع رجال سنك
وداعا يا ابن مصر البار باهلها وناسها
وداعا يا من كان يملك جسم صغير وقلب كبير وعقل مستنير
وداعا يا من كان لا يخشي غير الله في كلماته
وداعا يامن كان لا يخاف سلطانا و لا يريد نفوذا كل ماكان يريده الحق و العداله لاهل بلده
العين تبكي و القلب يدمي و لانملك سواء قول
لا اله الا الله و انا اليه رجعوان
سلاما يا استاذي فليغفر الله لك و يدخلك جناته ويضع قولك الحق في هذا البلد
في ميزان حسناتك و ينزل الله علي قلوب اهلك و محبينك الصبر و السلوان
و تاكد انك لن تموت في قلوبنا وعقولنا لان افكارك هي الحق و الحريه لوطننا واهلنا
ربنا يرحمك ويغفر لك و يسكنك جناته

لا اله الا الله

وانا لله ونا اليه راجعون