١٢‏/١١‏/٢٠١٠

لم اسدل عنها جلبابها

اراقبها منذ ان وقفت علي رصيف المترو فطريقه حديثها وثيابها يجعل الكل يهرب منها الا انها اجتذبتني لاتاملها عن بعد حتي لا يصيبني منها اذي  -هكذا ظننت فيها بدايه الامر - ترتدي جلباب منزلي  كان ابيض اللون يزينه ورود مازالت محتفظه بلونها الاخضر تغلق فتحه صدره بقماش اصفر لونه من كثره لبسه يزينه ايضاء ورود لكنها باهته الالوان 
شعرها قصير لكنه مهندم بشكل ملفت يطغي ابيضه عن الاسود الذي يعلن عن نفسه بوضوح وجهها مازل يحمل جمال قديم لكن
الزمن رسم وشمه عليه باقتدار.لا تفرق بين رجليها وصندلها الممزق فاللون الاسود يغطي كل جزء فيهما  وان اقتربت قليلا منها ستستنشق رائحه ارض مازالت تحتفظ بقطرات الندي الفجري فتنفر قليلا حتي تجذبك الرائحه مره اخري 
تحمل في يديها شوال متوسط الحجم تمسكه بحرص وفي اليد الاخري كيس اسود صغير 
اشاهدها تتكلم في هدوء لفتاتين يقفين بعيد عنها يتحدثان لها في حرص اتلصص علي الحوار فياتي المترو ضاربا للكلمات فتتكسر علي رصيف الانتظار ولا اسمع شيء اتمني ان تركب نفس العربه حتي استمر في مراقبتها اصعد -- ابحث عنها--- اجدها جلست علي اقرب مقعد لها ويحيطها حلقه فارغه من الناس لا احد يريد الاقتراب منها تنظر لهم في ازدراء تخرج كلمات هامسه بين الجميع 
اصحاب العقول في نعيم -----ربنا يشفي ----ابعد عنها يا بني -----ربنا يوصيلنا علي خير 
تستعد سيده طويله للنزول في المحطه التاليه 
يدي السيده تلامس شعرها الابيض بدون قصد 
يخرج منها السباب بلا انقطاع 
يا بنت ------- ده انتي ست -------طيب انزلي كده وانا اوريكي يا --------و)
انا معي اقززتين اكسرهم في وشك اجيبك الارض يا بنت -------وو)و
لا احد يرد لا احد يتكلم الصمت يحيط العربه 
لا ترد عليها السيده وتنزل في المحطه ومازالت هي تسب وتلعن 
الكل ينظر لها في حرص وخوف  
اقرران اجلس بجانبها وبمجرد احساسها انني بجانبها تستدير بمنتهي العصبيه لي 
يرضيكي اللي عملتيه الست ------ووو-
معلشي ماكنش قصدها- 
لا ديه ست ------ووو-
معلشي حقك علي متزعليش- 
-وانتي مالك يا بنتي انتي شكلك طيبه واميره ده انا لسه مضروبه ورايحه ابلغ في البوليس اهو شايفه ايدي
ترفع ذراعيه لتكشف عن بقعه زرقاء كبيره مستديره حول ذراعيها 
-مين اللي عمل فيكي كده 
-حراميه يا بنتي كان معي 5000 جنيه كنت رايحه احجز بيهم شقه طلعوا علي مسكوا راسي وقعدوا يخبطوها في الحيطه وباللكمات والشلاليت لغايه ما اغمي علي وخدوا الفلوس وجروا وسابوني فقلت اروح ابلغ عنهم منهم لله ولاد -----وو
-انت مالكيش ولاد 
-انا لي ربنا -
-ربنا يقويكي خالي بالك من نفسك 
-ربنا يكرمك يا بنتي انتي شكلك اميره وطيبه 
انا هانزل هنا عايزه حاجه 
-خدي حاجاتك متنسيهش 
تجرجر شوالها والكيس الاسود وصوتها يردد: سرقوا ال5000 جنيه منهم لله 
اراقبها حتي تنزل فالاحظ من شباك العربه ان جلبابها مرفوع ليكشف عن ساقيها من خلف 
اغضب من نفسي انني لم اسدل عنها جلبابها الذي كان ابيض اللون يزينه ورود خضراء مازالت محتفظه بالونها 


هناك ١٠ تعليقات:

يا مراكبي يقول...

بغض النظر هي القصة حقيقية أم لأ
أعجبني جدا حالة التسامح تلك والتي جعلتك تتعاملين مع تلك السيدة كإنسان - مجرد إنسان - وهو ما أدي إلى أن تفتح قلبها لكِ وتتحاور معكِ دون أن تتلفظ بأية بذاءات أو تتطاول عليكِ .. وهي نتيجة متوقعة .. فلكل فعل رد فعل

Unknown يقول...

السلام عليكم

كنت مارا من هنا بالصدفة.. فجذبتني هذه (الحالة) جدا..
حسيت الموقف جدا..
أشعر (مش عارف ليه) أنه طبيعي.. ربما لصدق الكلمات أو للدقة الواضحة في وصف بعض الدقائق..

المهم أنه كان يصعب علي أن أمشي دون أن أحييكِ أختي الكريمة.

الغاردينيا يقول...

ياااااه مسكينه

بجد تاثرت

ربنا يستر على هذة الامه

سلمت يمناكي :) ياا ميره وطيبة :)

Sally يقول...

انا مصدقة جدا حالة البوست دا
احاسيسه حلوه اووووي بجد
هو قصه حقيقية؟!

حسن ارابيسك يقول...

سعيد بالطبع لتواجدي هنا
وأحمد الله أن قلمك مازال رائعاً ومداده أروع
الحقيقة قرأت مقالتك أو قصتك القصيرة وأنا أركب أيضا بالمناسبة المترو أحيانا ولكن ما لفت نظري في قصتك ويكأن تلك المرأة هي بمفردها التي لديها مايعكر صفوها وكأنها هي أيضا الوحيدة التي صبغ عليها الزمن بصبغته القاسية
فأنا عندما أركب المترو أحيانا أتذكر دائماً صديق لي كان يقول لي تمعن جيداً في الوشوش ( لأنني ممن لايرفعون عيونهم ويتطلعون في غيرهم ) فكنت عندما أفعل ذلك أجده على صواب فكل وجه عبوس ووراء كل وجه حكاية وهم وغم الوجوه عابسة وكأن الفرح خاصم حياتهم فهجرت الإبتسامة وجوههم تشعرين أن حولك تابلوه من الوجوه العابسة التي إجتمعت على طبيعة واحدة في تلك البلد
وبالطبع هؤلاء جميعا ليس لهم ذنب في ذلك
فحسبي الله ونعم الوكيل في من كانوا السبب في تلك البلد
تحياتي
حسن أرابيسك

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
سبحان الله
فى دنيتنا ناس كتير مبترحمش صغير ولا كبير ولا صبى ولا عجوز ولا راجل ولا حتى ست
بساطتك جملت طرحك
كونى متسامحه دوما واستمرى على النظر الى الناس لكن لا تحكمى عليهم قبل ان تتكلمى معهم كما فعلتى
الهدوم يا ما بتدارى
تقبلى مرورى

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي يقول...

شكرا لكل من علق
القصه حقيقه وكانت معي بالفعل
تاثرت بها بشده فاردت ان اكتبها كما شعرت بها
في الوجوه قصص وحكايات كتير

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي يقول...

ارابيسك
مبسوطه اوي بوجودك كنت قافل مدونتك من فتره وقلقت عليك
حمد لله علي السلامه يا صديقي

الشاعر محمد صلاح الزهداني يقول...

أجمل مايميز هذا العمل هى حالة الصدق التى تتضح من كل ركن فيه

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي يقول...

شكرا ايها الشاعر الجميل
:)