
عندما تشهدها تري فيها صورة مصر الحقيقيه بسلبيتها و إيجابيتها تري فيها حقيقيه مصر ----- الحقيقه التي يحاولون ان يخفوها عن العيون ---الحقيقه المره ---و هي تتمثل في سيده مصريه بسيطه جدا
تمثل حقائق واضحه الملامح من المشاكل و الظروف القاسيه التي يعاني منها اغلب المصرين نظرا ان العدد الاكبر في مصر الان هم الفقراء ويتمثل في مثلث الرعب و هو المرض و الجهل و الفقر
هي سيده بسيطه جدا و فقيره جدا تعرفت عليها من خلال بعض الجيران تساعد بعض السيدات في عمليات تنظيف المنازل و سلم العماره طلبتها للمجيء لمساعدتي في المنزل بعد ان تأكدت من امانتها و حس ترتيبها و نظفتها و هذا اول شيء لفت نظري ان احد يشكر في احد هكذا و بمبالغه شديده و كانوا لهم الف حق
ستضحكون علي عندما اقول ان هذه السيده تركت في نفسي اثر كبير جدا لم يتركه احد تقابلت معه قبل ذلك دعوني اوصفها لكم برغم حتي لو حاولت لن استطيع ان اريكوا حقيقتها الحلوه و المره معا
هي تدعي ام ريهام فقيره جدا من قريه بسيطه تسمي طموه في الجيزه قريه بسيطه تتفتقد ابسط امور الحياه الادميه التي يحتاجها الانسان المصري البسيط بدايه ليس عندهم ماء ؟؟
نعم مياه نظيفه للشرب بل هم يشترون الماء للشرب و عمل الطعام؟؟؟
يشتروا الزجاجه البلاستيك المباعه بـ 50 قرش للواحده تخيلو في الجو العادي الغير حار كم يستهلك الانسان ليشرب و ياكل و ياخذ حمام هو و اسرته -------!!!! اما مياه النظافه لبيتها و غسل الملابس في الترعه علي طول
( اوع تفتكر البلهارياسيا و ادي ضهرك للترعه و كلام الاعلانات انسي ----- !!!! )
تسكن في منزل بسيط يتكون من صاله و غرفتين ليس تمليك نظرا للفقر بل هو ايجار جديد 150 ج شهريا في قريه بسيطه كهذه !!!! كل فتره تغير البيت نظرا لعدم توافر قيمه الايجار معها يعني بتدفع لما يكون في فلوس و عند التاخير يكون الطرد هو جزائها و تبتعد عن هذه المنطقه و تبحث عن اخري بعيد بعيدا حتي لا يعرف عنها تأخرها الدئم عن الدفع و تظل تنتقل و تنتقل !!!!! غيرت منزلها حوالي 6 مرات
و نبتدا بأول ضلع في المثلث الرعب وهو الجهل هي عندها 27 عاما كانت من اسره كبيره العداد 11 اخ و اخت لا يهم ترتيبها انما يهم ما حدث لها فهي أميه لم تتعلم لكثره الاولاد --- لانها فتاه --- تتعدد الاسباب و الموت واحد ---- اقصد و النتيجه واحده و بمجرد بلغت سن 14 عام تخلص منها والدها بتزوجيها اول فرد يطرق بابه و كان رجل يكبرها بعشره اعوام و ايضاء مريض يومها قالت له :
-يا ابا ده كبير اوي علي و كمان مرضان ؟؟؟؟
الاب : انت لازم تجوزي عشان اخلص منكوا انا مش هافضل اكأل فيكي انت و اخواتك البنات !!!!
-يا ابا ده مرضان مش بيشتغل كتير هايصرف علي منين !!!!
الاب : معلشي ده انتي هاتاخدي في ثواب انك هاتمرضيه ---- الموضوع خلاص و الجواز الاسبوع الاجاي
و اتجوزت و خلفت 4 بنات في خلال 12 سنه جواز و طبعا طبعا خلفت الواد ضروري جوزه كان بيخلها تحمل عشان الولد و لسخريه المؤلمه انها الان حامل في الخامس عشان الواد برغم تدهور صحتها
و ثاني ضلع في المثلث الرعب وهو المرض فبعد عمليات قصيريه للولاده في بناتها الاربع اصيبت بمرض السكر و هي عندها 25 سنه !!!!!! و في انتظار العمليه الخامسه لوصول الولد ده لو كان ولد !!!!!
اما زوجها فمن اول يوم زواج كان المرض يتزايد عليه و هي لم تكن تعرف حقيقه مرض زوجها و لكنها عرفت بعد مشاوير كتيره للمستشفيات و هو عنده ورم علي المخ كان بسيط و مع الايام يتضخم يو م وراء يوم و لا تعلم اذاكان حميد ام خبيث لانها تجهل التعامل مع الدكاتره و انا اعتقد لتدني مستو الخدمات الطبيه للفقراء هو سبب عدم علمها لانها تعاني هي و زوجها في مستشفيات الحكومه و دائما يصرف لهم مسكنات لآلام
المضحك جدا انه يريديها ان تنجب و تنجب لايهم من اين ياكلوا---- لا يهم من ياتي بالمال ----- لا يهم صحته المتدهوره دائما شر البليه ما يضحك حتي البكاء ----!!!!
ثالث ضلع في المثلث الرعب وهو الفقر و قد اعطيت نبذه عما تعاني من فقر متدني في بدايه كلامي غير انها ليس لها مورد غير صحتها المريضه التي تعمل بها في تنظيف المنازل لصرف علي اسرتها 4 اطفال و الخامس قادم و زوجها المريض و المال البسيط الذي يدخل لها لتقوم كل شهر بمصاريف بيت كامل من مياه و طعام و ملبس و ادويه و مدارس لانها مصره علي تعليم بناتها حتي لا يتذوقوا مر الجهل مثلها
مأساه فعلا اراها و كأنني اري هذه الامور لاول مره و اتأثر بها بهذا الشكل فبرغم اجتماع مثلث الرعب في هذه السيده الا انها تجدها شاكره و حامده ربها دائما راضيه بحالها مادام اولادها بخير ---
مادام عندها صحة لتعمل
و تجلب المصاريف لهم
قنوعه باقل شيء يعطي لها لا تشاهد كم اخذت فهي تحمد لله انه رزقها
بشوشه –طيبه-نظيفه جدا
و اجمل ما تحمل من صفات انها عندها ضمير في اقل شيء تفعله تحس بهذا المعني بدون ان تصرح به
و رايت فيها عزت النفس عندما لا تقبل في كبرياء واضح برغم فقرها التقليل من شأنها
و احراجها الشديد و خجلها عندما تعطيها شيء زياده عن حقها من وجهه نظرها و دعائها اليك الذي يخرج من قلبها مغلف بحب و امتنان لك ليس لانك اعطتها بل لانك تحدثت معها و اعتبرتها انسان كريم له كرامه و شأن
هذه السيده البسيطه رايت فيها كل شيء عن مشاكل و هموم اغلب المصرين الفقراء ووجدت فيها صبر و رضا الفقراء منا الذي لا يطلب شيء و هو راضي وصابر ووجدت جهل المجتمع و فساده متمثله في حكومته في عدم توافر ابسط امور الحياه المطلوبه من مياه نظيفه و اكل وسكن ودواء و تعليم و جعلتني اشعر انها و امثالها الاغلب هم من يمثلون هذا الشعب فعلا فمصرنا ليست بلد دينا الراقصه و لا هاله سرحان و لا بلد عز و جمال
بل هي بلد الفقراء و المكافحين امثال هذه السيده
فقد علمتني هذه السيده البسيطه الرضا هذا الكنز المفقود في انفوسنا يمكن هذا اكثر شيء تعلمته منها
ابكتيني كثيرا هذه السيده و جعلتني أتأمل اكثر في حال ابناء مصرنا و أتأمل حالي و صفاتي الشخصيه و احوالي انا لا ابالغ لوقلت انها استطاعت هذه السيده البسيطه ان تغير في اشياء كثيره دون ان تدري او تقصد
و جعلتني اتسأل الي متي سيظل اغلب المصرين الفقراء لا يجدون حقهم في هذا البلد لا يجدون حضنها الدافيء ليحنو عليهم من جديد وجعلتني اتسال لماذ اختفي التكافل بيننا و الاحساس بالفقير و هو يعيش معنا
أسئله كثير و تأملات اكثر دفعتني اليها هذه السيده فأحببت ان تشاركوني التأمل و التسأل قد اكون أطالت و لكنها تستحيق مني اكثر من الكتابه عنها فهي بالفعل تمثل النموذج الاغلب للمواطن المصري الفقير الاصيل من هذه البلد المقهور الحزين الباكي أولاده الفقراء يوميا من المرض و الفقر و الجهل و---- الفساد ايضاء